هل رأيت شخص يبرر فعل إجرامي شنيع بحجة أنه المجرم مر بمرحلة طفولة قاسية؟ هل رأيت شخص يبرر تبني الشخص لاعتقاد متطرف و خاطئة بسبب تجارب السيئة الذي مر بها؟ و في كثير من الامثلة في حياتنا اليومية نرى اشخاص تخلط بين مصطلحي التفسير و التبرير مما قد يتسبب في تبني معتقدات أو أفكار غير صحية خصوصًا حول مواضيع مصيرية ومهمة. لاتقلق، معاً. سوف نكتشف الفرق بين التفسير والتبرير، هذا الأمر سوف يكون عندك فهم أفضل للأمور. لنبدأ بتعريف ما هو التفسير والتبرير، ثم نذكر بعض الأمثلة تساعدنا على الفهم الفرق بين المصطلحين.
س/ ماهو التفسير؟
الصورة من : Freepik
التفسير يكون عن طريق فهم وتوضيح وشرح وذكر تفاصيل أو أسباب كيف أو لماذا قام هذا شخص بهذا الفعل؟ أو كيف أو لماذا تبنى هذا الشخص هذا المبدأ أو الاعتقاد؟ ولكن ذكر هذه التفاصيل أو الأسباب لا تكون مبررًا هي فقط من باب التوضيح والشرح لماذا قام هذا الشخص بهذا الفعل أو لماذا تبنى هذا الشخص بهذا الاعتقاد ، ولكن لا تقدم حجة أو دليلاً على صحة هذا الفعل أو الاعتقاد.
س/ ماهو التبرير؟
الصورة من : Freepik
التبرير يعني أنه تذكر أسباباً أو حججًا أو أدلة منطقية تثبت حقيقة وصحة لماذا ما قام بفعله هذا الشخص هو صحيح؟ أو لماذا تبني أو اعتقاد هذا الشخص بهذا المبدأ هو صحيح؟ ويكون أساس هذا التبرير حجج أو أدلة تثبت صحة هذا الفعل أو الاعتقاد.
مثال للتوضيح مصطلح “التفسير”:
الصورة من : Freepik
نرى مدى تركيز الأفلام على طفولة الشخصيات الشريرة وما عاشوه في طفولتهم، من اضطهاد أو قسوة، مما يجعل المُشاهد يتعاطف معهم بجعل هذه الأشياء التي حدث في الطفولة من اضطهاد وقسوة كمبررات للجرائم التي ارتكبوها
ملاحظة: (أ) أن الاعتداء الجسدي في الطفولة (ب) يسبب في العنف عند البلوغ. هل هذا صحيح بالضرورة. هي المشكلة هي أن بعض الناس لا يضعون في الاعتبار أنه يمكن أن يكون هناك متغير ثالث، ج، يشرح الحالة. لأن، هناك متغيرات أخرى محتملة لهذه الحالة إحدى المتغيرات الثالثة المحتملة هو النزعة الوراثية نحو العدوانية. ماذا يعني ذلك؟
ربما يكون لدى معظم الآباء والأمهات الذين يعتدون جسديًا على أطفالهم نزعة وراثية نحو العدوانية تتأثر العدوانية جزئيا بالجينات الوراثية)، والتي ينقلونها إلى أطفالهم النقطة المهمة هي أن مجرد ارتباط متغيرين لا يعني بالضرورة أن أحدهما تسبب في الآخر من المهم ملاحظة الفرق بين الارتباط والسببية نتيجة لذلك، يمكن أن يكون هناك عدة تفسيرات لهذه الحالة. (١)
له علاقة بالموضوع [ يمكنك معرفة المزيد حول كيف أن الارتباط لا يعني دائما السببية ].
مثالان للتوضيح مصطلح ” التبرير”:
الصورة من : Freepik
المثال الأول: عندما يرى شخص ما في الشارع حريقًا في أحد البيوت، ويسمع صوت طفل داخل المنزل ، فيقوم باقتحام المنزل لإنقاذ الطفل. ربما كان أحدهم يتساءل عما فعله هذا الشخص باقتحام المنزل هو الأمر الصحيح الذي ينبغي فعله. نعم، إنه الأمر الصحيح الذي يجب القيام به لإنقاذ الطفل، لأن هناك احتمال أن يموت الطفل لو تأخر هذا الشخص أو إذا انتظر الشخص يدخل من أحد أفراد أسرة الطفل أو قدوم رجال الإطفاء، فهذا يعتبر مبرراً له لاقتحام المنزل وليس تفسيراً.
ملاحظة: هو اقتحام بيت شخص غريب بحد ذاته خطأ وجريمة يعاقب عليها القانون، ولكن في هذه الحالة ما قام بهِ الشخص منا اقتحام البيت وإنقاذ طفل هو فعل صحيح (مبررًا) قانونياً.
الصورة من : Freepik
المثال الثاني، عندما يتم التهجم عليك من قبل شخص ما في الشارع، أو يقتحم شخص بيتك بأداة قد تسبب لك الموت مثل سكين أو مسدس، وأنت قمت بدفاع عن نفسك مما قد تتسبب بقتله، أو تعرضه لجروح بليغة. عندما تذهب للمحكمة، ويسألك القاضي عن الدوافع لماذا قمت بهذا الفعل؟ وهل قيامك بهذا الفعل هو صحيح؟ إذا أثْبَتَ أنه كان دفاعًا عن النفس، وهذا الدفاع عن النفس يعتبر تبريراً وليس تفسيراً.
ملاحظة: أن تتهجم على شخص بأداة قد تقتله أو تعرضه لجروح بليغة بحد ذاته خطأ وجريمة يعاقب عليها القانون، ولكن في هذه الحالة ما قام بهِ هذا الشخص بدافع عن نفسه هو صحيح (مبررًا) قانونياً.
في الختام ، كيف يمكن معرفة الفرق بين التفسير والتبرير يكون عندك فهم أفضل؟
في نهاية الأمر، لا بد أن نحاول قدر الإمكان بناء آرائنا ومبادئنا خاصةً في الأمور المهمة على أساس قوي وصلب مثل المعايير الأخلاقية الموضوعية أو المنطق أو العقل أو الحقائق بدلاً من أساس هش نفس المشاعر والعواطف. ممكن بعض الأشخاص تعترض وتقول إذا شخص مر بظروف الصعبة نفس ما ذكرنا في المثال الأول عن الشخص الذي تعرض للظلم والاضطهاد في مرحلة طفولته ، وأصبح مجرماً حين أصبح بالغاً
لا نختلف مع هذا أبداً أنه نعم صحيح هو صعب جداً بنفهم أكثر لو نحن مرينا بنفس هذه الظروف الصعبة الذي مر بها هذا الشخص. ولكن لا بد أن نكون واعين وعلينا فهم الفرق بين مصطلحي التفسير والتبرير،ولا نضع ما حدث على أنها مبررات لارتكاب الجرائم، بل هو فقط تفسير لما حدث.
المراجع:
١- السكوت أو ليلينفيلد وستيفن جاي لين وجون روشيو وباري إل بايرستاين. (2015). أشهر ٥٠ خرافة في علم النفس . كلمات عربية للترجمة والنشر .